عناصر الایقاع فی شعر بدر شاکر السیاب

لا نتصور قصیده تخلو من عناصر الایقاع الا و هی تضم فی طیاتها قسطا اکبر منها، و إن خرجت علی بعض الوان العناصر الموجوده فی الشعر الحدیث. فالوزن العروضی هو بدوره یعد اهم عنصر من الایقاع الخارجی فی الشعر القدیم و الحدیث، وبه یتمیز الشعر عن النثر. و کذلک القافیه الموحده او المتناوبه التی تشکل بدورها عنصرا ثانیا هاما للایقاع الخارجی، و إن قل حضورها فی الشعر الحدیث. و اما الشعر الحدیث فوجد لنفسه عناصر اخری من الایقاع الداخلی، تتمثل فی تجانس الاصوات، و الالفاظ الترنیمیه، و ذکر اسماء آلات الایقاع و افعالها، و تکرار اللفظ و العباره، و الاغانی الشعبیه. و هی کلها عناصر للایقاع، یحیط بالشعر کل منها حسب ما یحظی به من اهمیه. و الشاعر المعاصر یلعب دور المنفذ و المنسق لهذه العناصر لما یتمتع ببراعه فی بث القول الشعری فتنبض قصائده بالنغم و الموسیقی مع القیم الشعوریه التی تبوح بها احیانا. فها هو بدر شاکر السیاب، الشاعر العراقی المعاصر، الذی تمکن من صیاغه القول الشعری، و هو یتمتع بتلک العناصر کلها. و الذی کان علی وعی بدور هذه العناصر فی منح القصیده إیقاعا و شعورا من عده جوانب، و الذی نجح فی عمله الفنی نجاحا حاسما، لما فیه من ایقاع جمیل حیث اثارت قصائده النقاد لنقد ابداعاته الشعریه.